اشهر ساحر بالعالم

لندن مذهولة بساحر أميركي حبس نفسه داخل قفص زجاجي م*** 44 يوما بلا طعام


انهى ديفيد بلين، احد أشهر السحرة في العالم، آخر عروضه التي تتحدى العقل بعد 44 يوما عاش فيها صائما عن الطعام (ما عدا الماء الذي يوصل إليه عبر انبوب). وقد قضى ايامه تلك داخل صندوق زجاجي م*** برافعة بارتفاع 30 قدما في الهواء بالقرب من جسر «تاور بريدج» في لندن... وهو لا يفعل شيئا غير حساب الثواني والدقائق والساعات والأيام والأسابيع.

الآلاف اصطفوا على امتداد الجسر وشاطئ نهر التيمز ليشاهدوا هذا النيويوركي، 30 عاما، وهو يصعد الى سجنه الاختياري في تمام التاسعة والنصف مساء الأحد 14 سبتمبر (ايلول) الماضي وفي معيته صورة امه الراحلة وفرشاة اسنان ودفتر يوميات وقلم وعدد من اكياس جمع ال***** ولفافات ورق التواليت.

وكان معاونوه والمتحدث الرسمي باسمه قد اقسموا انه لا توجد اي خدع وانه سيستهلك الماء فقط بدون اضافة الجلوكوز او اي مواد اخرى مغذية. وعندما سئلوا عن «ذلك الأمر»، اجابوا انه يرتدي حفاظات، ولعل هذا، على الاقل، ما يفسر اصطحابه لاكياس جمع ال*****.

كان الاطباء العموميون والنفسيون في مكان الحدث يصفون للجمهور عبر وسائل الاعلام كيف ان الجسد، حين يحرم من الغذاء، يبدأ اكل نفسه بدءا بالشحوم ثم العضلات بينما تنهار الاعضاء الحيوية. وكان بين الحشد من قال ان هذه تخوم جديدة لما يسمى «تلفزيون الواقع». وتحدث خبراء عن كيف ان الدماغ المحروم من التواصل الانساني يبدأ في «الترفيه» عن نفسه من داخله. وقالوا ان بلين سيبدأ قريبا في الهلوسة وتخيل حشرات وحيوانات من حوله وان حيطان قفصه تتهاوى. ومهما يكن من امر فلا شك في ان بلين نجح في تغيير عالم السحر، على الأقل في الغرب.

ولد هذا الفتى في ابريل (نيسان) 1973 ونشأ في عائلة فقيرة بحي بروكلين، نيويورك. وتعرف اولا على السحر خلال مشاهدته الذين يستعرضون العابهم السحرية في الشوارع وانفاق قطارات نيويورك. كان عمره اربع سنوات في ذلك الحين، لكن التجربة تركت لديه اثرا هائلا حتى تعلم حيلته السحرية الاولى (تمرير قلم عبر ورقة كوتشينة بدون احداث اي ثقب فيها). وقد صارت الحيل السحرية التي تت*** بورق الكوتشينة خيارا منطقيا بالنسبة لشاب ذي امكانيات مالية محدودة. والاكثر من ذلك انه وجد ان له شهية طبيعية لحيل التلاعب بالورق. وفي الحال صار يحمل ورق اللعب معه الى كل مكان يذهب اليه مستغلا اي فرصة لاستعراض حيله امام الاصدقاء والغرباء على حد سواء.

عندما بلغ بلين سن العاشرة تزوجت امه باتري وايت مرة اخرى بعد طلاقها من ابيه وانتقلت الأسرة الجديدة الى نيوجيرسي. وواصل حلمه بأن يصير ساحرا كبيرا. وحين بلغ من العمر 17 عاما عاد مرة اخرى الى نيويورك. وهنا في الشوارع الرئيسية بهيلز كايت بدأ تطوير مهاراته واسلوب ادائه المنفرد الذي سيساعده في ما بعد على ادهاش مشاهدي التلفزيون في كل انحاء العالم. وقد تجودت خلال هذه العروض الصعبة مهارته حتى صارت وكأنها جزء مما حبته به الطبيعة.

صار بلين مقدم عروض سحرية ناجحا لكن اسلوبه كان مختلفا، اذ كان اكثر رقيا ومعاصرة. وبالاضافة الى ذلك فهو لم يخضع للصورة النمطية الموجودة في اذهان معظم الناس عن السحرة. وقد تقبله جمهوره في الشارع لأنه بدا كفرد من هذا الجمهور.

عام 1994، حين بلغ بلين من العمر 21 عاما، توفيت امه بمرض السرطان. وخلال معاناته من ذلك الفقد المروع شهدت حياته تجددا في الاهداف. ومع توجهه للنجاح في وجه كل المعوقات صار اقوى اكثر من ذي قبل، فبدأ يعمل بهمة منقطعة النظير للترويج لألعابه السحرية.

وبدأت عروضه تجذب انتباه كبار المشاهير في نيويورك. وسرعان ما صار وجها مألوفا في حفلات الاغنياء والمشاهير، وفي اماكن يمكن ان يشاهد فيها اسطع نجوم هوليوود مثل آل باتشينو وجاك ***لسون وروبرت دي نيرو، وايضا صديقا مقربا من معبود المراهقات ليوناردو دي كابريو.

وشجعه اصدقاؤه في مجالات الفنون الترفيهية على ان يبعث بشريط فيديو لحيله السحرية الى شبكة «ايه بي سي» التلفزيونية. وعام 1997 ترك اول عرض خاص له باسم «ديفيد بلين: سحر على قارعة الطريق» بين المشاهدين في الولايات المتحدة اثرا بلغ ان الشبكة اجازت بيعه على امتداد العالم. وهكذا تخطى سحر بلين كل الحدود الثقافية... لقد حلق النسر عاليا.

اما عرضه التلفزيوني الخاص الثاني فكان عام 1999 باسم «ديفيد بلين: الساحر». وقد بلغ اصقاعا قصية متجاوزا الحدود التي بلغها عمله الاول اذ صوره في هايتي واميركا الجنوبية، وكان التركيز على السحر اكثر من مجرد الخدع البصرية اذ اتكأ بقوة على غرائب السحر الشرقي. وفي اطار الترويج لعرضه التلفزيوني الخاص الثاني اقدم بلين على دفن جسده لمدة سبعة ايام في نيويورك.

وفي عرضه الخاص العام الماضي باسم «ديفيد بلين: مجمد في الزمن» غلف بلين نفسه داخل كتلة من الجليد الصلب، وكان هذا العمل اكثر اثارة من مجرد الخدع السحرية فجلب له قدرا كبيرا من الدعاية. واثار، في الوقت نفسه، مزيدا من الجدل حول مغالاته.

والعام الحالي ظهر في رابع عروضه التلفزيونية الخاصة باسم «ديفيد بلين: دوخة الارتفاعات الشاهقة». وفيه غامر بلين، الذي اصبح معروفا بجرأته التي تصنع العناوين الرئيسية بفضل اعماله الخارقة، بالتوازن على قمة عمود خرساني مستدير على ارتفاع 109 اقدام فترة يومين وليلتين، وأنهى عرضه بسقوطه في كومة صناديق كرتونية. وفي الخلفية كانت شاشة تلفزيونية ضخمة تعرض افلاما سابقة له وهو يمارس طريقته الفريدة في الاداء السحري المدهش وجها لوجه مع المشاهدين.

مع الضجيج الاعلامي المدوي الذي صاحب آخر «صرعات» الساحر الأميركي، استغلت خطيبته السابقة، عارضة الأزياء جوزي موران، المناسبة لتعلن للمرة الأولى على الملأ سبب افتراقهما، فقالت: «ظللت اعيش في ظلال الهلع المتنامي يوما بعد آخر. عظيم ان يكون الامر قاصرا على ابتكار حيل سحرية. لكن الامر مختلف مع ديفيد الذي بدأ يتحول الى رجل غريب الأطوار. اعتقد انه يتمنى الموت لنفسه. هذا امر غريب وفظيع! قال لي مرة انه يود ان يتعرض لإطلاق رصاصة على قلبه وان ينهض بعدها ويسير على قدميه».

والغريب في امر البقاء داخل صندوق زجاجي م*** فوق نهر التيمز 44 يوما بلا طعام ان بلين كان يعتقد انه استعد لكل شيء، مثل انه سيعاني من الوحدة والملل.. لكنه اكتشف امرا لم يستعد له وهو «الأشقياء» من سكان العاصمة البريطانية انفسهم.

فحتى الان رمي بالبيض وكرات الغولف، بالاضافة الى تعرضه لكل الفاظ السباب في القاموس. وكأن ذلك ليس كافيا، فعندما حاول الساحر الاميركي المرهق النوم، ايقظوه بالدق على الطبول.

وقد بدأت متاعبه بعد اقل من 6 ساعات من بداية محاولته عندما القى عدد من المراهقين بالبيض على الصندوق الزجاجي قبل ان يطاردهم رجال الامن. ولم تتوقف المحاولات عند هذا الحد بل ان مراهقتين شقراوين قذفتا الى صندوقه بالأكلة البريطانية الشهيرة «السمك المقلي وشرائح البطاطا» لإقناعه بالعدول عن صيامه. وعندما فشل الأمر عرتا صدريهما في محاولة لاغرائه بالهبوط. ومضت محاولات الازعاج قدما عندما وقف عدد من لاعبي الغولف على الجسر اللندني الشهير واخذوا يصوبون كرات الغولف الى صندوقه الزجاجي. وطاردهم رجال الامن ايضا وصادروا مضاربهم. على ان شيراز عزام، 21 عاما، تمكن من ايقاظ بلين فجرا عندما اخذ يدق على طبلة هندية. وقال: «كنا نشاهد الحدث على شاشات التلفزيون. فقررت الحضور بطبلتي لإضافة جو من الإثارة». ووصلت مجموعة من الشباب الى حد الخطر عندما حاولوا قطع الكوابل التي ترفع قفصه وأيضا قطع الانبوب الذي يمده بالماء فاعتقلتهم الشرطة بدون تحقيق مرماهم.

وكان وسط الحشد متظاهرون يقومون بحملة احتجاج لمناصرة من لا مأوى لهم ويجبرون على النوم في صناديق الكرتون في قارعة الطريق. وحمل المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها «اختار احد الاغبياء ان يصوم عن الطعام واخترنا نحن ان نشاهده. وهناك مليار شخص ليس لهم من خيار ونحن نتجاهلهم!».

اشياء غريبه فعلا

twitter شارك هذه الصفحة :

شارك الصفحة في الفيس بوك
شارك الصفحة في صدي قوقل
شارك الصفحة في تويتر Twitter
تابعنا عبر خدمة الخلاصات RSS
تابع تعليقات المدونة عبر الـRSS

أضف بريدك للاشتراك بالقائمة البريدية

Delivered by FeedBurner

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

أضف بريدك للاشتراك بالقائمة البريدية


خلاصة المواضيع(RSS) | خلاصة التعليقات(RSS)